Search This Blog

Tuesday 29 March 2011

حالات إختطاف الفتيات في الحدود السودانية الإرترية

حالات إختطاف الفتيات في الحدود السودانية الإرترية
بقلم / ياسين محمدعلي حامد
2009/9/30

يعتبر الإختطاف القسري مهما كانت دوافعه أحد اوجه الإتجار بالبشر وهي تجارة غير مشروعة تتم  تحت التهديد بالقوة او بالحيلة والخداع ، وتعتبر قانونيا جريمة عنف بشعة وانتهاك فاضح وصريح لحقوق الانسان ، وتنتشر هذه الممارسات غالبا في منطقة الصراعات حيث تحاول مجموعات المافيا استغلال تدهور الأوضاع فيها لكي تمارس أعمالها الإجرامية ، وقد تختلف اهداف تلك المجموعات من وراء ممارسة عملية الاتجار بالبشر فقد تكون سياسية  او مادية  بالبشر او بإعضائهم او استغلالهم في أعمال غير أخلاقية ، وما نود تناوله تحت هذا العنوان  ما بدأ يظهر مؤخرا علي الحدود السوادنية الارترية وورد في موقع الحزب الاسلامي الارتري بتأرخ 14سبتمبر2009م  ،وهو تكرار حالات إختطاف الفتيات الارتريات اللائي يهربن الي السودان من داخل إرتريا باحثات عن سلامة إنفسهن والالتحاق بإفراد اسرلهن الذين سبقوهن بسبب لهيب سياسيات الحزب الحاكم التي اوصلتنا الي هذه الأوضاع الرديئة التي نعيشها الان .
 وتتم عملية اختطاف الفتيات داخل الاراضي السودانية في منطقة الحدود كما تبين ذلك من أقوال المختطفات واللائي تم  إطلاق سراحهن بعد دفع فدية مالية عنهن  قدرت بمليونين جنيه سوداني تم  تسليمها الي هؤلاء المجرمين الذين لاضمير لهم سوي الإصطياد في المياه العكرة مستغلين الظروف المأساوية التي تعيشها إرتريا، وقبل الخوض في تفاصيل الموضوع يجب في البداية أن نشيد بالجانب الرسمي السوداني الذي أبدى كثيرا من المرونة والتعامل الراقي مع الشباب الهارب  تشير اخر الاحصائيات أن عدد الذي دخلوا السودان منذ عام 2000م تجاوز (50) الف شخص ،وهنا لابد من وقفة التقديرموقف السوداني الذي تفهم  الأسباب التي جعلت هؤلاء الشباب يهربون من بلادهم التي ناضلوا من أجلها عشرات العقود بل وحرصه علي مسقبل هؤلاء الشباب الهاربين الباحثين عن تعليم افضل ومستقبل واعد بعيدا عن قيود الدكتاتورية والقمع الذي يمارس في إرتريا .
لكن ونسبة لقساوة ظروف الغربة ونكدها ، ولاسيما لمثل هؤلاء الشباب الذين تركوا مدنهم و مرغمين بسبب قساوة الحياة وكأبتها في إرتريا، فإنه لم يتمكن سوي  أعداد قليلة منهم من مواصلة التعليم سوءا كان في داخل السودان وخارجه كما أن تحديات الحياة مازالت تواجه البعض الأخر الذين التحقوا بسوق العمل ، لكن ومع كل ذلك فأنهم صامدون وعازمون علي الحياة الكريمية بعيدا عن الذلة والإهانة ، وذلك خلاف ماقاله افورقي في أحدي مقابلاته بأنهم  يتسولون في شوارع أوروبا باحثين عن لقمة العيش ،ويبدو أن افورقي أراد ان يتجاهل بأن النفس الارترية عزيزة ورافضة للذل مهما كان حالها ونذكر أفورقي بأنه لولا إرادة وتضحيات هؤلاء وأخوانهم  لما تربع اليوم  هو ومجموعته في كرسي الحكم في إرتريا ، كما أن  اسياس أراد أن يتناسي كعادته  المسؤولية الكبيرة التي يتحملها هو ومجموعته في ضياع مستقبل هذه الأجيال التي تترك أوطانها بسبب سياساته الخاطئة التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.     
وعودة لموضوع الاختطاف ونسبة  لطول الحدود الارترية السودانية  التي تقدر بحوالي (605)كلم  كانت تحصل هناك بين الحين والأخر بعد التجاوزات الفردية من  بعض المنفلتين عن القانون وقطاع الطرق حيث كانو يقومون بنهب الافراد الهاربين تحت تهديدهم بإعادتهم الي إرتريا اذا لم يقومو بتسليم ما لديهم من الأموال ، لكن ومع ذلك  الأمور لم تتجازو غالبا نهب مابحوزة هؤلاء الهاربين من ممتلكات ومن ثم تسليمهم الي  مقر استقبال الاجئين  بودشريفي  والذي تحول فيما بعد الي منطقة ك26 و تحول مؤخرا الى معسكر الشجراب الذي تشرف عليه مفوضية اللاجئين بالسودان .
  لكن الجديد في الأمرهو قيام  بعض المجموعات  من ابناء قبيلة الرشايدة بإختطاف الفتيات الإرتريات  واحتجازهن كرهائن مقابل المطالبة بفدية مالية لاطلاق سراحهن وقد تكررت هذه الحالة مؤخرا.
 وأيضا وفي إطار تزايد مأسات اللاجئين الإرتريين  ما نشر  في موقع  عدوليس  بتأريخ 5سبتمبر2009م  بأن  قام شرطي من الولاية في منطقة القرضة علي الحدود الجنوبية الشرقية   باطلق وابل من النار علي سيارة بوكس كانت تحمل عدد من اللاجئين  وقد ادى ذلك الي وفاة مواطنة ارترية و جرح أخري ، كما توفي أثنين منهم  بالعطش بينما التهمت الذئاب ثلاثة أخرون ، وجاء في الموقع نقلا عن مصادر محلية بأن سائق البوكس رفض الإنصياع لأمر التوقف الذي صدر من الشرطي ، ومهما تكن ملابسات الموضوع فتعتبر هذه سابقة خطيرة ولايمكن التعبيرعنها الا بالصدمة والإستياء لما حدث.
وهناك معلومات تشير أن هناك عددا من الفتيات اختفين في تلك المناطق وقد مر عليهن شهور وأصبحن في إعداد المفقودين ،وأن هذه المجموعات التي تقوم حاليا بإختطاف الفتيات الارتريات للحصول علي أموال  هم من قاموا مؤخرا بتسليم عددا من الشباب الهاربين الي قوات الحدود التابعة للجبهة الشعبية وذلك تحت ذريعة إخراجهم من معسكرات استقبال اللاجئين التابعة للمفوضية  اللاجئين وايصالهم الي المدن السوادنية ، وقد توقف الأمر بعد الرسائل التحذيرية التي وجهت اليهم كما جاء ذلك في خبر اختطاف الفتيات المنشور في موقع الحزب الاسلامي الارتري للعدالة والتنمية بتأريخ 14سبتمبر2009م .  
خلاصة الموضوع ان الذي يتم الان هو إستباحة لكرامة الشعب الارتري بأكمله من قبل مجموعة معزولة إجرامية منفلتة عن القانون لاتمثل الا نفسها ووضع حد لتلك الأعمال هو مسئوولية الجميع وخاصة عمد ووجهاء مدينة كسلا من مختلف القبائل يمكنهم أن يقوموا بمبادرة لوضع حد لهذه الظاهرة وذلك من خلال الحديث المباشر مع نظرائهم من ابناء الرشايدة ، كما أن  علي قوي المعارضة  الإرترية التي تتواجد في مدينة كسلا بصفتها جزء لايتجزء من ذلك المجتمع بالرغم من إغلاق مكاتبها وايقاف نشاطها يمكنها أن تلعب دورا في سبيل ايقاف هذه المهزلة التي تحدث للفتيات الارتريات ،ونشيرهنا أن صمت القوي الارترية أمام تلك التجاوزات يفقدها ثقة الشعب الارتري ، بل سيتصورالبعض  أن صمتها ناتج عن عجزها للقيام بواجبها  في وجه مجموعات صغيرة اجرامية .
ويجب أن ننوه أن التسرع في دفع الأموال للخاطفين من قبل ذوي المختطف بدون اي إعتراض علي تلك الممارسات اصبح عاملا مشجعا لهؤلاء للأستمرارفي أعمالهم الإجرامية، واستمرارية دفع الأموال ترجح تفاقم الظاهرة وإزدياد حدوثها بل وتطورها الي ممارسات اخري ، ولهذا نوصي باللجوء الي وسائل قانونية أخري بدل التعامل باللاستسلام لهذه الظاهرة، كما نتنمي أن يستمر حسن التعامل والتفهم للدوافع هؤلاء الشباب الهاربين من قبل الشعب السواداني الشقيق ، وأن ما بدأ يحدث حاليا في الحدود للفتيات الارتريات اللائي يلجأن الي السودان يسيئ الي كل من السودان وإرتريا ولذلك يجب تضافر الجهود لوضع حدا لهذه الظاهرة التي تتعارض مع القيم والأخلاق. 
Yaesn_ama@yahoo.com



No comments:

Post a Comment