Search This Blog

Tuesday 29 March 2011

بين ديعوت ودقعا

بقلم / ابوحيوت   
2/11/2009
حديث الناس هذه الأيام، هو عن الفتية الذين أعلنوا العصيان على الطاغية  واحتموا بجبال أكلي قوزاي الشامخة دفاعاً عن العرض والشرف. منذ الساعات الأولى وزمرة إسياس تبذل كل ما في وسعها لوأد الانتفاضة قبل أن تتحول الشرارة إلى نار تحرق الطاغية وتحرر الوطن, وآخر المحاولات اليائسة كانت مطالبة الأباء بإعادة أبنائهم إلى بيت الطاعة ليستفيدوا من الوعد الكاذب بالعفو العام تماماً كما كان يفعل نظام هيلي سلاسي. يا سبحان الله على انقلاب الصورة وما أسرعنا في نسيان الماضي لنمارس الأساليب التعسفية التي فشلت في الماضي ولن تنجح في الحاضر.
ما يحيرني هو التجاهل الواضح من المعارضة وإعلامها للانتفاضة. هل سبب عدم الاهتمام هذا هو جهلنا لما يحدث داخل أروقة النظام و مؤسسته العسكرية؟ أم لأنه لا يعنينا من باب أنه يحدث خارج الأطر والسياج الضيقة التي فرضناها على أنفسنا ولن نتحرك إلا عندما تصل النار إلى أصابعنا؟ أم السبب هو الخوف من أن تكون بالون اختبار كاذب تطلقه أجهزة النظام لنلتقطه نحن في المعارضة ونروج له لنكتشف بعد حين من انه إشاعة انطلت علينا ووقعنا في مصيدة الشعبية؟             
ما حدث يتطلب منا إعادة النظر في سياساتنا كلها حتى نكون على مستوى المسؤولية ونطور أجهزة جمع المعلومات التابعة للتحالف ولكل التنظيمات حتى نتمكن من معرفة كل شاردة وواردة داخل النظام وذلك أولاً وقبل كل شيء لحماية تنظيماتنا من تسلل عملاء النظام في داخلنا وكذلك حتى لا نفاجئ  بأحداث مماثلة مستقبلاً، ولكن يبدو من أنني أحلم وبصوت عالي!          
والآن بعد مرور شهور بدأت تتسرب الأنباء عن العصيان والأسباب التي دفعت الشباب الى التحرك. الشباب الثائر تحرك عندما بلغ الاستهتار إلى مستويات خطيرة وتجاوز الحدود بانتهاك الأعراض دون خوف أو خجل. ولأن هذا الشبل من ذاك الأسد لم يتحمل أحفاد شباب الأربعينيات الذين حملوا السلاح لمواجهة عصابات الأندنت (الشفتا). وكيف لا وهم كذلك أحفاد الشهداء عمر ناصر شوم ووللو وخليفه اباسبر، جرزماش علي شوم، نافع جنوبي، آدم شيخ احمد، صالح عمر، إبراهيم موسى، وسعيد حسين وأبّا نبرو، عبدالكريم أحمد ومحمد احمد عبده، آدم صالح( قيح شمبل) ورمضان موسى، عثمان عمر و عمر سوبا وعمر قوبيط وصالح أرحو، عمر محمد وعمر قونحتا، عمر بوكا وصالح شوم، محمود قدوي ومحمود حالي, محمد مفتاح ومحمد اسماعيل عبده، و و و و و و .... لينتفضوا و يثوروا دفاعاً عن الشرف والكرامة.                                                          
وكيف لا يثورون وهم إخوان جمعة وراضيه وروضه و روبلي ومومينه وحليمه وسعادة وفاطمة وزهره وووووو.......                                    
و كيف لا وهم ابناء الجبال الشامخة إمبا سويرا وقوحيتو وديعوت ودقعا  الحصون المنيعة التي يهابها الأعداء،  وكيف لا يثورون وهم من رضعوا من حداث ونبا قدي.                                                                   
ثورة الشباب هذه ذكرتني  بـ "الكومم المتحدة" (الجبال المتحدة) القصيدة التي كتبها المناضل محمد نور، وهى حوار بين قمم الجبال الإرترية، إثيوبيا  وقمم الجبال الأفريقية. ما أحوجنا اليوم لمن  يكتب مثل تلك القصيدة ليستنهض  الجبال الإرترية لتتضامن مع جبال ديعوت ودقعا.                      الجبال التي خلدها محمد نور تنتفض الآن من جديد وكأنها ملت حياة السلام الكاذب وانتهاكات المتطفلين لها، أملاً في فك أسرارها  أو ربما حنت واشتاقت لأيام الكفاح المسلح ولم يبق  إلا تجاوب شباب كل الوطن معها.
نحن اليوم في انتظار ميلاد عواتي جديد وأدال جديد  يصدر أوامره لتقوربا وأولا ودبر سالا ورورا حباب ورورا ماريا ومرتفعات حلحل ولالمبا ورورا منسع ومرتفعات حماسين أن تنتفض  وأن يطلب من سهول دنكاليا وسراي وبركا والقاش لتثور لغسل العار الذي لحق بها من جراء جرائم الاغتصاب التي تمارس في أقبية الذل والهوان و حتى يتنفس شعبنا هواء الحرية و تعود لنا ساوا كما كانت دائماً، مهداً للبراءة، وتعود طيور ساوا المهاجرة لتغني من جديد سيمفونية "ساوا كلي ـ طيور ساوا" الرائعة بدلاً من نواح البكارى وأنين المعذبين.                                                       
إذا كان هذا من مهمة الشباب في الداخل، فهناك دور أساسي ينتظر التحالف حتى تكتمل الصورة. الأمر المهم توحيد المجاميع المسلحة المبعثرة تحت قيادة واحدة  لكي تتمكن من لعب دورها في معركة الكرامة والشرف التي بدأها  أسياد ديعوت ودقعا وهذا لا يتحمل التأخير حتى لا ينفرد النظام  بالشباب.
اخيراً لم يبقى إلا دورنا نحن في الخارج ويبدو أن هذه هي فرصتنا الأخيرة لنلعب دورًا ايجابيًّا وندعم الشباب في جبال ديعوت بكل ما نقدر عليه مادياً والأهم من ذلك إعلاميًّا. ولا نقول كما سبق وقيل  " وقعنا وقعا بين ديعوت ودقعا".                                         
منظر مؤذي
 قبل يومين شاهدت مراسيم دفن المرحوم صالح مكي في فضائية النظام والذي شارك فيه جمع غفير من المواطنين والمسئولين. ما لفت نظري هو المنظر الشاذ والمؤذي  لأزلام إسياس من أصحاب الأسماء الإسلامية الذين تحلقوا حول زعيمهم يتفرجون على المؤمنين وهم يصلون صلاة الجنازة خوفاً من ولي نعمتهم ولا أدري إن كانت هذه نعمة أم نقمة. ولكن كيف لمن لا يخاف الله أن يخاف الناس.  ألا  يعلمون  أن عملهم هذا يؤذي مشاعر إخوانهم المسلمين و يفقدهم احترام الناس كلهم ولكن صدق من قال" اذا لم تستح فأفعل ما شئت".
 معذرة لعدم نشر المقال في حينه لأسباب خارج إرادتي

No comments:

Post a Comment